رسم علماء الفلك أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون الناشئ حتى الآن باستخدام ضوء نيران الأجسام الكونية.
وأشار أنز سلوزار الفيزيائي الأمريكي من معمل بروكهافن القومي على هامش مؤتمر جمعية الفيزياء الأمريكية اليوم في مدينة أنهايم الأمريكية، إلى أن هذه الخريطة توفر ولأول مرة نظرة على الكون قبل نحو 11 مليار سنة عندما تكونت أولى المجرات الكونية. ويأمل الباحثون من وراء هذه الخريطة في إلقاء نظرات جديدة على تطور الكون.
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل البيانات التي رصدت عن نحو 14 ألف نجم زائف "كويزر" وهي أكثر الأجرام لمعاناً في الكون مما يجعلها ترى من مسافات بعيدة جداً.
ويعتقد علماء الفلك أن هذه الأجرام عبارة عن مجرات نشطة في مركزها ثقب أسود هائل. ويقذف هذا الثقب الأسود أشعة سدمية هائلة إلى أعلى وأسفل من مركز المجرة تضيء عندما تشتعل في وسط بين المجرات.
وتبدو هذه المجرات من الأرض كنقاط صغيرة ضعيفة شبيهة بالنجوم، وذلك بسبب بعدها الهائل عن الأرض مما جعل العلماء يعتبرونها نجوما زائفة. وقطع ضوء هذه الأجرام مليارات السنوات إلى الأرض مما يجعل مراقبتها بمثابة نظرة للكون في بداياته، طبقاً لما ورد بجريدة "الأقتصادية السعودية".
ويمتص جزء من ضوء هذه النجوم الزائفة من قبل السحب الهيدروجينية الكونية التي تعترض طريق هذا الضوء إلى الأرض وهو ما يظهر في طيف هذا الضوء من خلال الثقوب المميزة له والتي يطلق عليها العلماء اسم خطوط الامتصاص أو الخطوط الطيفية والتي يستطيع العلماء من خلال تحديد موقعها بدقة وقوتها وعرضها حساب المسافات بين السحب الهيدروجينية وطبيعة هذه السحب التي قطعها ضوء النجم الزائف.
ويوضح سلوزار ذلك قائلاً: "يشبه ذلك مراقبة القمر من خلال السحب، حيث يتعرف الإنسان على شكل السحب من خلال ضوء القمر الذي تبتلعه هذه السحب". ولكن فريق سلوزار درس ضوء 14000 نجم زائف في حين أن الأرض ليس لها إلا قمر واحد.
ويؤكد سلوزار أنه "إذا كان لدينا 14 ألف نجم موزعة في جميع السماء فإن ذلك كان سيتيح لنا التعرف على السحب في جميع الأماكن تماماً كما لو كانت الدنيا وقت النهار.. ليس من السهل الحصول على الكثير من الصور الصغيرة ولكننا نرى السيناريو كاملاً".